من أغلى الأرصدة التي تودعها الأيام والسنوات في خزائن ذاكرتك هي
تلك اللحظات التي تقوم فيها بعمل ما في حياتك لأنك فقط تحب أن تقوم
به ولا تبحث عن غرض آخر ... لقد كانت تجربة التمثيل في الجامعة وفي
المسرح والسينما والتلفزيون ومازالت تتصدر عندي قائمة أحلى
الذكريات ،،، وفخور أنني هجرت التمثيل مع ظهور ملامح الفتنة عندما
بدأت الصحف تعلن في مانشيتات عن ولادة نجم جديد في عالم
التمثيل وبدأت قنوات التلفزيون المصري المحلية والفضائية تخصص
مقابلات للوجه الجديد "طارق عرابي" خاصة بعد مسلسلَّيْ "الصبر في
الملاحات" و "ألف ليلة وليلة" ،،، وبعدما بدأت شهرتي في الشارع
المصري آنذاك ،،، قررت الرحيل لأنني علمت أن متعتي بممارسة فن
الآداء التمثيلي الذي أريده لن تتحقق ، وإن تحققت في عمل أو أكثر
فإنها لن تدوم في منظومة فن التنازلات واللا قيمة ،، حتى وإن أصبحت
النجم الأول في مصر فما جدوى ذلك عندما تخلو بنفسك فتجد أن موهبتك
الحقيقية تتوارى حتى تصبح سلعة رخيصة أمام بدائلها من "المؤهلات
الأخرى" اللا فنية ، والتي إن استسغتها ومارستها حتى تمكنت منك
فإنك ستتحول دونما إدراكٍ منك إلى "أراجوز" حسب الطلب!
بكل صدق مع النفس/ طارق عرابي
|